هل حقاً المدارس تخذل أطفالنا؟

 

من المؤكّد أن القرارات الحكيمة والجيدة يجب اتخاذها في أجواء من الهدوء وعدم الشعور بالإجهاد والتوتر، فكيف سنوفّق بين هذا المؤكّد وبين الواقع العملي وهو أننا خلال العمل كثيراً ما نشعر بالإجهاد والتوتر وفي نفس الوقت مطلوب منا اتخاذ قرارات؟

هل يمكننا منع شعورنا بالإجهاد من أن يصبح عدواً لقراراتنا اليومية؟

عندما نقوم باتخاذ القرارات خلال العمل كثيراً ما يكون لدينا شعور بالإجهاد ناجم عن  العمل ، وأحياناً يكون الشعور بالإجهاد والتوتر ناجم عن أسباب خاصة كمرض أحد أفراد الأسرة مثلاً . وكثيراً ما تتأثر قراراتنا بما نشعر به من إجهاد وتوتر فتخرج قراراتنا متوترة وتعمل على زيادة التوتر في  بيئة العمل.

أحياناً تكون هذه  القرارات ليست ذات صلة مباشرة بما نشعر به من إجهاد أو توتر أو ضغوط، ولكننا لا نفصل بين هذه القرارات وبين ما نشعر به من إجهاد غير ذي صلة.

الإجهاد يمكنه أن يجعل  أي قرار يبدو وكأنه قرار صعب وشديد الضغط ، ويحتاج إلى استجابة سريعة ، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة اتخاذك للقرار.

لتتجنب فخ اتخاذ قرار متسرع لأنك تشعر بالكثير من الإجهاد، فكر في الإجهاد على أنه أحد النوعين التاليين أو مزيج منهما:

 الإجهاد الجسدي وهو الذي يشعر به جسدك نتيجة عوامل الحرارة  مثل أو البرودة أو الألم .

 الإجهاد النفسي أو النفسي الاجتماعي مثل شعورك بأنك يتم تقييمك والحكم عليه من قبل الآخرين.

 إذا كنت بصدد اتخاذ قرار ما وأنت تشعر بالصداع أوقف اتخاذ القرار، عالج صداعك ثم اتخذ قرارك، إذا كنت تشعر بالحرارة الزائدة اجلس أسفل ( أو مقابل ) المروحة ثم اتخذ قرارك، دائماً لديك الوقت للبحث عن شخص تثق به لمساعدتك في اتخاذ القرار ولكن لا تتخذ القرارات وأنت تشعر بالإجهاد الجسدي وإلا ستكون قراراتك غير حكيمة.

كلّما تعلّمنا إدارة إدراكنا للتوتر بشكل أفضل، كلما اتخذنا قرارات أفضل، ولكن كيف نقوم بذلك؟

عندما تشعر بأنك يجب أن تتخذ قرار ما الآن، فكّر جيداً هل شعورك هذا  نابع من داخلك  ( ضغوط داخلية ) أي أنك أنت من قررت أن هذا القرار عاجل ويجب اتخاذه الآن أم أنه مطلوب منك اتخاذ هذا القرار من مصدر خارجي ( ضغوط خارجية )، هذا سيساعدك على شراء بعض الوقت لنفسك لاتخاذ قرار أفضل.

احذر من الإغراء الذي تشعر به  لإزالة التوتر وذلك باتخاذ القرار بسرعة ، اشترِ لنفسك بعض الوقت لتتخلّص من هذا الإغراء ثم اتخذ قرارك بهدوء، تأكد أنك ستكون سعيداً لأنك لم تتخذ هذا القرار المتسرع.