القائمة الرئيسية

الصفحات

 هل هناك وصفة مضمونة للنجاح؟ (1 من 4)




أكمَلَت مدارسُنا بناء خططها لتطوير وتحسين العمل المدرسي، وأعتقد أن طاقة هائلة وجهود جبّارة تم بذلها لتطوير خطط رائعة مثالية مبنية على تحليل استراتيجي واسع ومعمّق للواقع بحيث ينظر الجميع لهذه الخطط على أنها وصفة قويّة لتحقيق النجاح والنتاجات المرغوبة.
للأسف فإن الخطة -وحدها- لا تضمن النجاح فبغض النظر عن كونها رائعة ومثالية، فإنها في النهاية ليست إلا مجموعة من الورق والنجاح حتماً لا يتحقق على الورق وفي الملفات وفي غرف الإدارة أو قاعات التدريب -التي أحياناً كثيرة تكون مكيّفة- ولكنها تتحقق هناك على الجبهة، في الخنادق، أقصد الفصول الدراسية التي إن دخلتها ترى العرق يتصبّب من جبهة المقاتل -المعلّم- وترى الغرفة تزدحم بأطفال اعتادت أدمغتهم على الجرافيك العالي فلا يستطيع جذب تركيزهم إلا ما يوازي ما اعتادت أدمغتهم عليه، أطفال ربما الكثير من آبائهم قد فقد إيمانه بجدوى التعليم.
تحقيق النجاح ليس سهلاً، يحتاج عرق يحتاج جهد يحتاج تضحيات، النجاح يتحقق من خلال الأعمال لا الأقوال، الخطة لا تضمن النجاح، هي فقط دليل يرشدنا خلال التنفيذ.
نحتاج خطة مثالية ولكننا نحتاج أكثر لتخصيص الوقت المناسب لتنفيذ مثالي لخطتنا المثالية.


 هل هناك وصفة مضمونة للنجاح؟ (2 من 4)
تحدثت في المنشور الأخير عن أهمية تطبيق الخطط وأن وجود خطة رائعة ومثالية لا يضمن تحقيق النجاح.
دعونا نتساءل:
هل دائماً سنحقق النتاجات المأمولة إن خططنا بشكل جيد؟
ما هي الأسباب المحتملة لفشل خطة ما في حال افترضنا أن الخطة رائعة ومثالية؟
أولاً: عدم وضوح الهدف لدى الفريق: لماذا نقوم بما نقوم به؟
ثانياً: عدم وضوح المهمات: ما المطلوب من الفريق ومن كل عضو بالضبط؟ متى يجب إنجاز المهمة؟ كيف سنقوم بالمهمة؟ كيف نعرف أننا أنجزنا المهمة بنجاح؟
ثالثاً: وجود فجوة بين قدرات الفريق والقدرات اللازمة لتنفيذ الأنشطة المخططة: الهدف واضح والمهمات واضحة، ولكن لا يستطيع الفريق القيام بالمطلوب، يحتاج الفريق لبناء قدرات ليتمكن من تنفيذ المهام.
رابعاً: عدم وجود إطار واضح للمساءلة: من المسؤول عن هذا الإجراء أو النشاط؟
خامساً: ضعف الالتزام والحماسة عند الفريق نتيجة عدم المشاركة في وضع الأهداف أو عدم الإيمان بجدوى التدخل أو عدم القناعة بأن التدخلات ستؤدي لتحقيق النتاجات المأمولة.
سادساً: الاستغراق في دوامة الأعمال اليومية وعدم تخصيص الوقت المناسب للأنشطة التطويرية المخططة.
دعونا نضيف نقاط أراها تثري الموضوع وهي من مشاركة الدكتور Jawad Harb:
- نقص الشعور بملكية الخطة لدى أعضاء الفريق: وهذا ينتج عن كون الخطة مفروضة على الفريق، لم يشارك في وضع الأهداف ولا الإجراءات لتحقيق الأهداف
تُصبحون على خير

 هل هناك وصفة مضمونة للنجاح؟ (3 من 4)
استمراراً في نفس سياق المنشور السابق، ما الأشياء التي يجب أن يتأكد مدير المدرسة من إتمامها قبل البدء في تطبيق تدخّل تطويري؟
يجب علينا التأكد أن جميع الخطط قد تم تطويرها، الميزانيات قد تم تخصيصها، الموارد المادية قد تم توفيرها أو سيتم توفيرها في الوقت المناسب، وأنه قد تم بناء القدرات للفريق مما يمكنهم من تنفيذ الأنشطة التطويرية.
ولضمان تنفيذ جيد للخطة الجيدة يجب على مدير المدرسة أن:
- يُكلّف العاملين بالمهام
- يُنظّم ترتيبات التواصل وإعداد التقارير
- يُخصّص الموارد البشرية المناسبة لقيادة الأنشطة
- يضمن توافر الموارد اللازمة لتنفيذ الأنشطة وفي الوقت المناسب
- يضمن أن تتم جميع الأنشطة -خاصة تلك التي تتطلّب ترتيبات خاصّة- وفق توجيهات الأونروا (زيارات لأماكن خارج المدرسة، استضافة الشخصيات، عمليات الشراء، ...)
- يُشرف على الأنشطة ويُراقب التنفيذ
- يقود عمليات إعداد التقارير حول التقدّم وإدخال التحسينات الملائمة


 هل هناك وصفة مضمونة للنجاح؟ (4 من 4)
الإدارة علم وفن.
بمعنى أن هناك خبرات إنسانية تم تطويرها عبر العصور صاغت قواعد نظرية ناظمة للعمل الإداري ولكن هذه المعارف النظرية تحتاج أسلوباً حكيماً في التنفيذ وهنا يأتي الفن، فوق ذلك "الفن" في حد ذاته مع تراكم الخبرات الإنسانية في هذا المجال تم وضع القواعد له.
إن كنا نؤمن بالعلم فمن الضروري والحتمي أن نسعى لتطوير معارفنا لننجح في تطوير ممارساتنا الإدارية، إذ ليس من المنطقي أن أقوم بتكرار تجربة بحذافيرها إن لم تُحقق لي ما أريد. المنطقي أن أبحث في الخبرات الإنسانية عن التجارب الناجحة والقابلة للتطبيق في واقع مؤسستي.
عوداً إلى قضية تنفيذ الخطط التطويرية، سأتحدّث اليوم عن "اللقاء الافتتاحي" وهو لقاء يتم عقده في بداية تنفيذ التدخّلات التطويرية (أو التحسينية) بهدف تنسيق وتنظيم التدخّلات.
لماذا نحتاج هذا اللقاء؟
- نشر رؤية مشتركة حول الأهداف ومعايير النجاح
- تحديد الأدوار والمسؤوليات والأطر الزمنية للتنفيذ بشكل واضح
- زيادة التزام جميع المعنيين بتحقيق الأهداف وزيادة مشاركتهم في التنفيذ
- تقوية أنظمة المراقبة والتقييم
-تحسين آليات التواصل والتنسيق
لاحظ هنا أنه ليس جميع المعنيين قد شاركوا في وضع الخطة وليسوا جميعاً قد تم أخذ آرائهم حول آليات التدخّل، وقد يكون قد تم تطوير الخطة قبل تحديد خط الأساس والتعرّف "الدقيق" على الواقع (عند التخطيط كنا نعلم أن هناك قصور ولكن عند قياس خط الأساس وجدنا الواقع أصعب مما توقّعنا)
هنا نجد أن هذا اللقاء "الافتتاحي" فرصة جيدة لنقوم بـ:
جمع جميع المعنيين في مكان واحد لمراجعة الافتراضات التي قامت عليها الخطة، لمراجعة واقعية الهدف ومعايير النجاح المحددة، وتحسين إجراءات التدخّل.
هذا اللقاء سيكون هو المعتمد والمرجع في عمليات المراقبة والتقييم والمساءلة.
مرة أخرى وللتأكيد فإن لقاء افتتاحياً مخطط بشكل جيد سيدعم تنفيذ التدخّلات وسيضمن أن الجميع يعملون بتناغم عالي وفهم ورؤية مشتركة، وسيزيد من إحساس المشاركين بملكية الخطة، ويعتبر هذا اللقاء إعلاناً رسمياً عن بدء التدخّل.
يجب أن نخصّص لهذا اللقاء الوقت الكافي فقد لا يكفي لقاء واحد 40 دقيقة بل قد نحتاج لعدة لقاءات لنصل جميعاً للفهم المشترك المطلوب.
من سيحضر هذا اللقاء؟
فريق التدخّل من المعلّمين، المرشد المدرسي، قد يتم دعوة أحد المختصين التربويين أو النفسيين أو المجلس المدرسي أو بعض أعضائه بما يتوافق مع مجال التدخّل.
من الضروري أيضاً الالتقاء المنتظم مع الفريق بعد بدء تنفيذ التدخلات للمراجعة والتأمل في النتائج والممارسات.
هذا ما يقوله العلم والخبرات الإنسانية، أنتظر آراءكم

تعليقات

التنقل السريع