هل حقاً المدارس تخذل أطفالنا؟

 

مقدمة حول الفرق بين المُخرجات والنتاجات

بدايةً دعونا نتأمل هذا الجزء من الإطار المنطقي لإصلاح التعليم:

سنجد المصطلحين: ناتج الإصلاح ومُخرجات الإصلاح

لاحظ أن الناتج هو تعبير عن تحقيق الهدف

والمخرجات هي تعبير عن تقديم ( تنفيذ ) التدخلات أو الإجراءات الهادفة لتحقيق الهدف

إذن النتاجات ترتبط بالأهداف بينما المُخرجات فترتبط بالإجراءات.

ملاحظة أخرى: ما نعتبره في سياق ما مُخرج قد يكون نتاج في سياق آخر أبسط. كيف؟

عندما نتحدث في سياق عملية إصلاح التعليم نرى أن وجود كوادر تدريسية مهنية ومؤهلة ومحفزة ومدارس متمكنة يُعتبر أحد مُخرجات الإصلاح ولكن ماذا لو غيّرنا السياق وأصبحنا نتحدّث عن برنامج تطوير المعلمين وتمكين المدارس كأحد البرامج الأربعة الرئيسة ضمن إصلاح التعليم سنجد أن وجود كوادر تدريسية مهنية ومؤهلة ومحفزة ومدارس متمكنة أصبح هو الناتج وليس المُخرَج:

 

مراقبة وتقييم خطة المدرسة السنوية

ذكرنا في الموضوع السابق ( خطة المدرسة التطويرية ) أن الخطة السنوية هي مجموع الخطط الإجرائية للأهداف المحددة خلال العام الدراسي، ولتوضيح كيفية إعداد تقرير المدرسة السنوي سنقوم بتوضيح آليات تنفيذ المراقبة والتقييم لخطة إجرائية ( لهدف محدّد ) وما ينطبق على هذه الخطة الإجرائية سينطبق على باقي الخطط الإجرائية المتضمنة في الخطة السنوية.

بدايةً المراقبة والتقييم للخطة الإجرائية تنقسم لجزءين: مراقبة وتقييم الهدف المحدد في حد ذاته و مراقبة وتقييم الإجراءات ضمن الخطة الإجرائية

سنقوم بتطبيق كيفية القيام بذلك على الخطة الإجرائية التالية

أولاً : مراقبة وتقييم الهدف المحدد

1. نحدّد الناتج الأساسي للهدف المحدد : عدد الطلبة الذين يتم تعليق تسجيلهم خلال العام الدراسي 2020 – 2021 يصل 10 أو أقل ( عدد المعلّق تسجيلهم العام السابق هو 21 وبالتالي عندما ينخفض هذا العدد بنسبة 50 % يصبح الناتج 10 أو أقل ) 

2. نقوم بصياغة مؤشر الأداء الخاص بالناتج :                عدد الطلبة الذين يتم تعليق تسجيلهم خلال العام الدراسي 2020 – 2021

3. نعرّف هذا المؤشر إن كان مركباً وكيفية احتسابه إن كان يتضمن عمليات معقدة  (مؤشرنا هنا مباشر  ولا يتطلب حسابات )

4. نحدد خط الأساس ( عدد الطلبة الذين تم تعليق تسجيلهم خلال العام الدراسي 2019 –  2020 )  وهو 21 طالب

5. نحدد الغاية المستهدفة وهي مذكورة في النتاج وهي 10 طلاب 

6. نحدد الدورة الزمنية لتكرار القياس فقد تكون أسبوعياً أو نصف شهرياً أو شهرياً أو نصف فصلياً أو فصلياً  ولتكن شهرياً

7. نصمم مخطط لمتابعة تطور المؤشر حسب دورة تكرار القياس

8. يطلع فريق متابعة الهدف المحدد على المخططات دورياً للاحتفال بالنجاحات ولتعزيز الممارسات الجيدة وإدخال تحسينات والتغلب على التحديات 

9. في نهاية العام الدراسي لتقييم النجاح يتم احتساب مدى التقدم ومدى الوصول للغاية المستهدفة مقارنة بخط الأساس 

يتم تنظيم البيانات السابقة في المخطط التالي والذي يسمى عادة خطة المراقبة والتقييم

ثانياً : مراقبة وتقييم الإجراءات ضمن الخطة الإجرائية

لنأخذ الإجراء التالي ضمن هذه الخطة الإجرائية :  تنفيذ برنامج إرشادي علاجي للطلبة ذوي الأداء المتدني وذوي المشكلات السلوكية

1. نحدّد المخرج الأساسي للتدخلات المحددة : برنامج إرشادي فاعل للطلبة ذوي الأداء المتدني و المشكلات السلوكية

2. نقوم بصياغة مؤشر الأداء الخاص بالمخرج ( قد يكون مؤشر خاص بالتنفيذ أو خاص بالأثر ) :                

       لأن البرنامج اشتمل على لقاء كل أسبوعين لمدة نصف ساعة نقترح المؤشر التالي: ( مؤشر خاص بالتنفيذ )

النسبة المئوية للطلبة ذوي الأداء المتدني و المشكلات السلوكية الذين يلتزمون بالبرنامج الإرشادي

3. نعرّف هذا المؤشر : عدد الطلبة الذين يحضرون أكثر من  80 % من جلسات البرنامج   مقسوماً على عدد الطلبة الذين تم تحديدهم بأنهم من ذوي المشكلات السلوكية والأداء المتدني ضمن المعرّضين للتسرب مضروباً في 100 %

4. نحدد خط الأساس : نأخذ أول عملية قياس على أنها خط الأساس وبالتالي خط الأساس سيتم تحديده لاحقاً

5. نحدد الغاية المستهدفة : هدفنا هو ألا يتم تعليق تسجيل أكثر من 10 طلاب. إن كان عدد الطلبة من المعرضين للتسرب هو 50 مثلاً فإننا نريد منع 40 منهم على الأقل من التسرب وهنا نتوقع أن من يلتزم بالبرنامج الإرشادي لن يتسرب فبالتالي نريد هؤلاء الـ 40 طالب أن يلتزموا بالبرنامج أي أن الغاية المستهدفة هنا 40 من 50 أي 80% ولأن الرقم نفسه ظهر في المؤشر وحتى لا يحدث التباس لنضرب مثلاً آخر لنفترض أن عدد المعرضين للتسرب هو 30 فإننا نريد منع 20 منهم من التسرب أي نريدهم أن يلتزموا بالبرنامج وتصبح الغاية المستهدفة هي 20 من 30 أي 66% ولتكن 70% 

6. نحدد الدورة الزمنية لتكرار القياس : نصف فصلي

7. نصمم مخطط لمتابعة تطور المؤشر حسب دورة تكرار القياس

8. يطلع فريق متابعة الهدف المحدد على المخططات دورياً للاحتفال بالنجاحات ولتعزيز الممارسات الجيدة وإدخال تحسينات والتغلب على التحديات 

9. في نهاية العام الدراسي لتقييم النجاح يتم احتساب مدى التقدم ومدى الوصول للغاية المستهدفة مقارنة بخط الأساس 

يتم إضافة هذا للمخطط السابق ليصبح هكذا 

ونكرر ذلك للإجراءات التي كما نطمح أن يكون لها أثر في تحقيق الهدف المحدد  فإننا نطمح أن يكون لها أثر على مجال التخطيط بشكل عام أو على الأداء المدرسي ككل.

ونستكمل الجدول السابق كما يلي:

خطة المراقبة والتقويم

ولكل هدف من الأهداف المحددة نقوم بنفس الخطوات لنحصل على خطة مراقبة وتقويم لخطتنا السنوية.

 

ملاحظة / بناء خطة للمراقبة والتقويم ليس منصوصاً عليه ضمن توجيهات بناء خطة المدرسة التطويرية ولكنها ( أي خطة المراقبة والتقويم ) أداة تساعدنا في إعداد تقرير المدرسة السنوي. وهل إعداد هذا التقرير هدف ؟ أم أننا نقوم ببناء هذه الخطة فقط لنؤدي عملاً إدارياً مفروضاً علينا؟ بالطبع لا. إن تم تصميم خطة للمراقبة والتقييم وتم إعداد التقرير السنوي للمدرسة ولم ينعكس ذلك على خطة المدرسة التطويرية لدورة التطوير التالية أو على الخطة السنوية للسنة الثانية ضمن دورة التخطيط فكليهما ( خطة المراقبة والتقييم وتقرير المدرسة السنوي ) لا يساويان الوقت المبذول في كتابتهما.

إن التقرير السنوي للمدرسة أداة أساسية في المراجعة الشاملة ( تسمّى التدقيق في توجيهات بناء الخطة التي كان معمولاً بها ضمن برنامج المدرسة كوحدة للتطوير ) وبدون المراجعة الشاملة للخطة السنوية أو الخطة التطويرية لدورة التخطيط لن يكون هناك مسار منطقي للتغيير والتحسين الذي نقوم به ونطمح إليه.

في الموضوع القادم سنرى - إن شاء الله - كيف سنوظّف النتائج التي نحصل عليها من المراقبة والتقييم في إعداد التقرير السنوي للمدرسة وكيف أنه بدون مراقبة وتقييم حقيقيين لن يتم تعبئة التقرير السنوي بصورة دقيقة ولن يعكس الواقع.